كيف نقي أبنائنا الضياع

انها لمهمة خطيرة أن نقي أبنائنا الضياع في زمن الضياع ، وهذا هو الخطاب القرآني ماثل أمامنا : (قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )(1).
انّ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من أسمى الفرائض وهي الحلّ دون سواها لوقاية أبنائنا من الضياع.
فيمارسها ربّ العائلة مع أفراد عائلته بالقدر الذي يحبّبهم اليها من كونها بانية لاسس البيت لا منفرّة.
وكذلك يمارسها كلّ منّا في الشارع أو المدرسة أو الدائرة أو أيّ موقع كان على أنّها الاسلوب الأمثل لترميم النقص الحاصل عند الأفراد ، أو عند المجتمع ، أو عند الدولة ، بالطرق المهذّبة ، والصّيغ القانونية التي تحفظ للنّاس كراماتهم ، وللمجتمع هيبته ، وللدولة قيمومتها.
فاذا تركنا هذه الفريضة أو استخدمناها استخداما سيئا وألقينا الحبل على الغارب فسوف نحصل على تبعات سيئة ، ومخاطر جسيمة.
وليس صحيحا القول أنّ القانون المدني هو من يباشر محاسبة المقصرين وأنّ أدنى تدخل من أحد بشؤون الآخرين قد يعرّضه للمسائلة القانونية.
أجل انّ القانون المدني يطلق العنان للوالدين في ممارسة التربية واعداد أولادهما اعدادا سليما للحياة ، ويقف بشدّة أمام أيّ حالة عنف تمارس ضدّهم ، وان وقعت على طريق التربية.
وكذلك فالقانون المدني يشجّع رجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني على ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطرق المقبولة التي تتيح الثقة والاطمئنان بين أفراد المجتمع.
لم يكن باءستطاعة الأبوين منع أولادهما من استخدام التكنلوجيا والدخول الى أعماق ما في الانتربيت من عوالم ، أو اغلاق أعينهما من متابعة أفلام السهرة أو المسلسلات التي فيها عري ورقص واثارات محمومة وايحاءات مريضة وما شابه.
فالعالم كلّه بين يدي أولادنا ، وقد غزينا في عقر دورنا ، وبقدر ما في الحداثة من رحمة ففيها من النقمة من لا عاصم الاّ الله من شرورها وبلائها.
واقدّر أنّ فكرة الله ورقابته التي تستجيب لها الفطرة الانسانية هي الوسيلة التي لا تثير غبارا بوجه أحد ، ولا تضايق أحدا ، ولا تصادر حرية ، وليست هي تدخلا في الشؤون الشخصية لمن يلقى على أسماعه آية أو يذكّر بموقف فيه عبرة ، وممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممارسة قانونية بمعنى أنّها تنطلق من طبيعة ما يعيشه الناس من نظام ، وما يسمح به وما لا يسمح ، سواء كان ذلك مع الأبناء أم مع غيرهم .
انّ الحديث عن رقابة الله سبحانه يزكّي النفس ويجرّها الى الموقع الذي يخلو من سخط الله.
وأنّ المنهج الديني لأديان السماء كلّها يتوافر على قابليته للجذب ، وأنّ الشرور غيوم عابرات على النفس الانسانية تمطر هنا وترعد هناك ، ولكنّ هتافات الحقّ تبقى تصدح دوما ولها مستجيب.
فلابدّ لنا أن نلاحق الخطوة تلو الحطوة على طريق تزكية النفس ، والعمل على ايجاد خطّة عمل تربوية والتوسّل بالطرق الحديثة لانتشال البقية الباقية من أبنائنا الذين غيّبهم ضجيج المدنية الصّاخب ، وألهتهم وسائل اعلامنا ومطبوعاتنا عن الارتباط بمنابع النور لديهم ، ففقدوا دينهم الذي يمثل أعلى قيمة في حياتهم ، وفقدوا أخلاقهم وأصالتهم انبهارا بمباهج العولمة ، وفقدوا الاخلاص لأوطانهم وقوميتهم نزوعا منهم للّحاق بالأقوى في هذا العالم.

[تم حذف الرابط]
[تم حذف الايميل]

الهوامش
1- سورة التحريم: 6

مخالفت قوانين المنتدى
يمنع وضوع الاميلات

شكرا

شكراً نجمة