العلاقة
بين بعد الجسم عن العدسة وتأثيره على بعد الصورة والخلاصة هي أن الضوء
الساقط من مصادر قريبة من العدسة يتجمع بعيدا عنها، والضوء الساقط من مصادر بعيدة
يتجمع على مسافة قريبة من العدسة. بمعنى آخر تتكون الصورة بالقرب من العدسة عندما
يكون الجسم بعيدا عن العدسة والعكس صحيح.يمكنك أن تجرب هذه
الظاهرة بوضع عدسة قراءة بين شمعة وجدار الغرفة باستخدام شمعة وعدسة قراءة فتشاهد
تكون صورة مقلوبة للشمعة على الجدار، ولكن الصورة لا تكون واضحة تماماً حيث لا تكون
معالمها واضحة وتظهر على الجدار مشوهة وهذا يعني أن صورة الشمعة لا تسقط بالضبط على
الجدار فتحتاج إلى تحريك العدسة قليلاً لإظهار الصورة بأوضح شكل لها وهذا ما يعرف
بالتبئير أو تركيز الصورة Focus. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الصورة
الواضحة تتكون بضبط المسافة بين العدسة والفيلم وفي الكاميرا اليدوية
نقوم بنفس الشيء عندما نحرك عدسة الكاميرا في التجويف الخاص بها لنحصل على أوضح
صورة حيث تتحرك العدسة لتغير المسافة بينها وبين الفيلم. وعند إيجاد الموضع الدقيق
للعدسة نقول أنه تم ضبط التبئير In Focus فنحصل على صورة واضحة. (الكاميرات
الأوتوماتيكية تقوم بالتبئير بطريقة إلكترونية سنشرحها في مقال آخر). العلاقة بين شكل العدسة
وحجم الصورةلاحظنا أن العدسة تعمل
على انحناء الضوء الساقط عليها بزاوية محددة لا تعتمد على زاوية السقوط ولكن تعتمد
على شكل العدسة المستخدمة. فالعدسة ذات الشكل الكروي الأكثر تحدباً تكون زاوية
انحناء الضوء لها أكبر، وهذا له الأثر على تكوين صور أقرب إلى العدسة، بينما
العدسات التي لها سطح كروي أقرب إلى السطح المستوي فإنها تكون صورة بعيدة نسبياً عن
العدسة.زيادة المسافة بين العدسة
والصورة يعمل على تكبير حجم الصورة المتكونة مثلما لو كان عندك بروجكتور وقمت
بإبعاده عن الحائل فإن الصورة ستكبر بزيادة المسافة بين البروجكتور والحائل حيث
يعمل ذلك على انتشار الضوء على مساحة أكبر كلما زادت المسافة، وهذا ما يحدث في
الكاميرا ولكن مع اعتبار أن مساحة الفيلم التي تستقبل الصورة ثابتة، فهذا يعني ان
زيادة المسافة بين العدسة والصورة سيتيح للفيلم التركيز على جزء محدد من الصورة وهو
ما يعرف بالتكبير Magnification ، وفي الكاميرات المتخصصة
يتم تزويدها بمجموعة مختلفة من العدسات لتتيح للمصور تغيير التكبير للمشهد المراد
تصويره. قدرة التكبير للعدسة
المستخدمة في الكاميرا تحدد بالطول البؤري Focal Length وهو المسافة بين العدسة والصورة
عندما يكون عندها الجسم بعيداً جداً، ويحدد البعد البؤري عن طريق تكوين صورة للقمر
فالمسافة بين صورة القمر والعدسة تحدد البعد البؤري لها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عدسة
كاميرا بعدها البؤري 50 مميستخدم المصورون
المحترفون عدسات مختلفة لحالات مختلفة، فمثلاً لتصوير مشهد لجبل نستخدم عدسة ذات
بعد بؤري كبير تسمى تليفوتو Telephoto Lens، ولتصوير مشاهد قريبة
وذات اتساع كبير تستخدم عدسة ذات بعد بؤري قصير وتسمى عدسة الزاوية العريضة
Wide-Angle
Lens. أما
في الحالات العادية حيث يكون التصوير لمشاهد ليست بعيدة أو قريبة فتستخدم العدسة
العادية ذات بعد بؤري 5 سم والتي لا يكون لها تكبير او تأثير على
الصورة. تخزين
الصورةهذا هو الجزء الكيميائي
في فكرة عمل الكاميرا وهو عبارة عن الفيلم، ويكون دور الفيلم في الكاميرا بمثابة
الوسيلة التي تخزن فيها الصورة لنتمكن من طباعتها فيما بعد والاحتفاظ بها. وتعتمد
فكرة تخزين محتويات الصورة على الفيلم على التغيرات الكيميائية التي يحدثها الضوء
على مكونات الفيلم. حيث يتكون الفيلم من حبيبات دقيقة حساسة للضوء موزعة على شريحة
بلاستيكية، وعندما تتعرض تلك الحبيبات للضوء تحدث تفاعلات كيميائية تحدث تغيرات
لتلك الحبيبات التي تعرضت للضوء وتترك الباقي بدون تغيير، فهكذا يكون الفليم قد
اختزن محتويات الصورة ونحتاج إلى طريقة كيميائية أخرى لإظهار الصورة ومن ثم
طباعتها. سيتم تخصيص موضوع مفصل لفكرة عمل الفيلم لا مجال لشرحها هنا حتى لا نبتعد
عن موضوعنا. إلتقاط
الصورةتحدثنا فيما سبق عن
الفكرة الأساسية لعملية التصوير الفوتوغرافي والتي تتلخص في تكوين صورة باستخدام
عدسة مجمعة، وتخزين الصورة على شريحة من مواد حساسة للضوء. هذا باختصار فيما يتعلق
بعملية التصوير ولكن لاخذ صورة واضحة ودقيقة فإن هناك العديد من أدوات التحكم الي
لابد من القاء مزيد من الضوء عليها.بداية لا يمكن أن تتكون
الصورة إلا بعزل الفيلم عن الضوء تماماً حتى اللحظة التي نقوم فيها بالتقاط الصورة
حيث نسمح في تلك اللحظة للضوء بالسقوط على الفيلم، ولهذا فإن جزء الكاميرا الداخلي
عبارة عن صندوق مظلم مغلق بواسط غالق يسمى Shutter يفتح ويغلق بين العدسة والفيلم.
وكلمة كاميرا هي يونانية الأصل وتعني حجرة
مظلمة.وتكمن عملية الحصول على
صورة واضحة في التحكم بكمية الضوء التي تسقط على الفيلم، فكمية ضوء عالية تعني تعني
تسليط ضوء أكثر من اللازم على حبيبات الفيلم الحساسة فتظهر الصورة بدون معالم أي
نحصل على هالة بيضاء محل الصورة، وإذا كان الضوء أقل من المطلوب فإن حبيبات اقل من
اللازم لا تكفي لإظهار الصورة ونحصل على صورة معتمة تقترب إلى السواد. وفي الشرح
التالي سنوضح كيفية تحكم الكاميرا بكمية الضوء. التحكم في كمية
التعريضإن المقصود في التحكم في
كمية التعريض Exposure هي التحكم في كمية الضوء اللازمة
لاظهار صورة واضحة وهذا يتم من خلال التحكم في
كمية الضوء
الذي ينفذ من العدسة إلى الفيلم
فترة تعريض
الفيلم للضوء
أولاً
التحكم في كمية الضوء الذي ينفذ من العدسة إلى الفيلملزيادة وإنقاص كمية الضوء
الذي يعبر من العدسة نقوم بتغيير فتحة العدسة Aperture وهو عبارة عن شرائح رقيقة من المعدن
في صورة أقراص دائرية يمكن أن تغلق وتفتح معطية فتحة يمكن التحكم في نصف قطرها
وتكون مثبتة خلف العدسة تماماً وهي تشبه حدقة العين التي تتسع وتضيق حسب كمية الضوء
التي تتعرض لها العين. فعندما تكون فتحة العدسة ضيقة تكون كمية الضوء قليلة، وإذا
كانت فتحة العدسة واسعة فإن كمية ضوء أكثر تنفذ إلى الفيلم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شكل
يوضح حالتين لفتحة العدسة عندما تكون واسعة (على اليمين) والثاني لفتحة عدسة ضيقة
على (اليسار) لاحظ تداخل الشرائح المعدنية لتعطي فتحة دائرية.ثانياً
التحكم في فترة تعريض الفيلم للضوءيتم التحكم في الفترة
الزمنية لتعريض الفيلم للضوء من خلال سرعة الغالق Shatter Speed، ومعظم الكاميرات يدوية التحكم
تستخدم حاجز مكون من شريحتين كل شريحة لها نفس مقاس الفيلم، قبل التقاط الصورة تكون
الشريحة الأولى أمام الفيلم مغلقة فنضمن أن يكون الفيلم معزولاً تماماً عن الضوء،
وعند التقاط الصورة تنزلق الشريحة الأولى بسرعة معينة لتسمح للضوء بالنفاذ إلى
الفيلم وبعدها تنزلق الشريحة الثانية لتحجب الضوء عن الفيلم. <span class="articleBody">