..::الخطوط الحمراء::.. بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
لا يخفى على القارئ الكريمة والقارئة الكريمة أن كل دين وكل مذهب وكل فرقة لديها
خطوط حمراء يحظر تجاوزها، بل يحكم على من يتجاوزها بأنه خارج عن عقيدتها، أو على الأقل يصبح محل شبهة وتهمة.
ومرادنا من
الخطوط الحمراء: الأصول والمبادئ التي يقوم عليها ذلك الدين أو ذاك المذهب أو تلك الفرقة ...
فعلى سبيل المثال: الإعتقاد ( بان الله تعالى واحد أحد لم يلد ولم يولد )
خطٌّ أحمرٌ في دين الإسلام، فمن ينكر هذا الإعتقاد قولا أو فعلا لا يكون مسلما، بل يحكم عليه بالخروج عن دين الإسلام، وهذا أمر مسلَّمٌ، لا ريب فيه.
وكذلك الإعتقاد ( بأن المسيح بن مريم عليه السلام ابن الله [ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا])
خطٌّ أحمرٌ عند النصارى، فمن أنكر أن يكون لله ولد يخرج من النصرانية.
وقِس على ذلك بقية الأديان والمذاهب والفرق ...
وهذه سيرة عقلائية، ومسألة وجدانية، لا يشك بها عاقل فضلا عن عالم، كما هو واضح.
وبما أننا ننتمي إلى دين الإسلام المتمثل بالمذهب الشيعي الإثني عشري، كان من اللازم علينا أن نحيط علما
بالخطوط الحمراء لهذا المذهب، وذلك لسببين:
الأول: لأن كل من يدعي الإنتماء إلى عقيدة ما يجب عليه أن يكون محيطا بأبرز أصولها وأهم مبادئها التي تميزها عن غيرها، نعني بذلك خطوطها الحمراء، وإلا كان انتماؤه انتماءً قشريا لا قيمة له .
الثاني: بما أن العقيدة أمر خطير لا يستهان به،وجب علينا أن نكون على حذر ممن يصدر منه شيء يخالف
خطوطها الحمراء، سواء صدر منه ذلك سهوا أم عمدا
ويجدر بنا تنبيهكم إلى أن ما سنبينه من
خطوط حمراء للمذهب الحق سيكون معتمداً على المشهور ـ قولا وعملا ـ عند علماء الشيعة الأبرار في كل زمان وكل مكان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنّ هذه الخطوط على قسمين:
قسم واضح لكل مسلم منتسب لهذا المذهب الشريف، وقسم يحتاج للبيان والتوضيح، فسنقتصر على البحث في القسم الثاني دون الأول.
وأبرز مصاديق بالقسم الأول:
1 ـ
التوحيد، وهو أن الله تعالى واحد لا شريك له، أحد في ذاته وصفاته
2 ـ
العدل، وهو أن الله تعالى عادل لا يظلم أحدا أبدا
3 ـ
النبوة، وهي أن الله تعالى أرسل الأنبياء لهداية خلقه إلى الصراط المستقيم، وأن خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله
4 ـ
الإمامة، وهي أن الله تعالى لم يترك خلقه بعد نبيه صلى الله عليه وآله في ضياع وضلال، بل نصَّب لهم أوصياءً من بعد نبيه صلى الله عليه وآله أئمةً يكملون المسيرة النبوية في طريق هداية البشرية.
وأن أوصياء النبي صلى الله عليه وآله إثنا عشر وصيَّاً، وهم:
الأول: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعلى أبيه أزكى السلام
الثاني: الإمام المجتبى الحسن بن علي عليهما السلام
الثالث: الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام
الرابع: الإمام السجاد علي بن الحسين عليهما السلام
الخامس: الإمام الباقر محمد بن علي عليهما السلام
السادس: الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام
السابع: الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام
الثامن: الإمام الرضا علي بن موسى عليهما السلام
التاسع: الإمام الجواد محمد بن علي عليهما السلام
العاشر: الإمام الهادي علي بن محمد عليهما السلام
الحادي عشر: الإمام العسكري الحسن بن علي عليهما السلام
الثاني عشر: الإمام المهدي الحجة بن الحسن عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف.
5 ـ
المعاد، وهو أن الله تعالى يبعث من في القبور، فيثيب المطيعين ويعذب العاصين.
فهذه خطوط حمراء لا تحتاج لبيان ولا لتوضيح، بل هي معلومة لكل منتسب إلى دين الإسلام إلى مذهب التشيع مذهب محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله.
إذا اتضح ما أسلفناه، فلنشرع في بيان القسم الثاني من الخطوط الحمراء، والتي من أجلها عقدنا هذا البحث، وبالله نستعين وعليه التوكل ومنه التوفيق والسداد.