صمام أمان
البراكين تحرس الأرض من الاحتباس الحراري
تدخل البشر في كبح الثوران البركاني يخلق حالة من عدم التوازن البيئي والطبيعي ويتلاعب بميزان حرارة الارض.
إن
الاحتباس الحراري يشغل العلماء والعالم أجمع ويبحثون عن الأسباب باجتهادات
واراء متنوعة في محاولة لوقف تصاعد حرارة الأرض نظراً لتأثيراتها السلبية
على الطبيعة وبالتالي على الإنسان.
وكل يبحث عن الأسباب دون نتيجة
لعدم إخضاع هذا البحث وفق الأصول العلمية وعدم رده للملاحظة والتجربة كما
يقتضي الأمر. لذا فإن الحصول على الجواب الشافي يبقى مجهولاً وصعب المنال.
وبإخضاعه
لهذا المبدأ فأننا نلاحظ أن الكواكب المحيطة بالأرض كلها ذات حرارة مرتفعة
خاصة أثناء النهار بأضعاف حرارة الأرض نظراً لكبر حجم بعضها والتي تتجه
الى الارتفاع بوتيرة غير عادية أو بالأحرى غير ملائمة للنظام البيئي أو
الحياتي للإنسان، وهذا الارتفاع الحراري بدأ يتخذ، وإن بحدة أقل، طابعاً
مشتركاً مع هذه الكواكب.
فما هو الطارئ الذي جمع بينها بما يهدد
الأرض بالتصحر وبتغير طبيعة القطبين وبالتالي توقع طوفان المحيطات والبحار
والأنهار وارتفاع منسوبها وغور الينابيع وشح المياه العذبة مستقبلاً؟
فما
هو الجامع بين الأرض والكواكب حتى تبدأ الأرض بارتفاع حرارتها وبالتالي
تغير طبيعتها وكأنها تتجه نحو الموت البيئي كما المريخ أو الكواكب الأخرى
كطبيعة خامدة وخالية من الحياة؟
إن الطارئ أو الجامع المشترك بين
الأرض والكواكب الأخرى المحيطة بها هو خمود البراكين التي تلعب، من خلال
الملاحظة، دوراً هاماً في توازن المناخ البيئي. فمنذ منتصف خمسينات القرن
المنصرم تدخل الإنسان في إخماد البراكين، وكان بركان فيزوف الشغل الشاغل
للعالم كما البراكين الأخرى. ونجح المعنيون في إخماد هذه البراكين دون
إدراك خطورة هذا الأمر لأن ذلك ترافق مع توقف هطول البرد أو الثلج على مدن
بحر المتوسط خلال الشتاء بصورة مفاجئة أعقبت إخماد البراكين.
وغارت
على مدى سنوات متتالية ينابع عدة وجفت، وضحل مورد ينابيع أخرى كما بعض
الأنهار بشكل حير العلماء لعدم انتباههم للحالة والتصرفات التي سبقت هذا
الأمر في التعامل مع البراكين.
أما السؤال المهم فما هو علاقة خمود
البراكين بارتفاع حرارة الأرض؟ والجواب على هذا السؤال الوجيه هو أن
البراكين بنشاطها تحفظ معدل الدوران الأرضي ولو بعشر من الثانية كل عقد
بما يتلاءم وحرارة الأرض وحياة الإنسان ونشاطه وضروراته الغذائية والبيئية.
إن
ثوران البراكين وخروج الصهارة منها وفق معدل محسوب في الطبيعة يودي الى
التلاؤم والتوازن بين حاجات الإنسان ومسيرة الأرض بطبيعتها المعتادة منذ
عشرات الآلاف من السنين التي أتاحت للإنسان العيش والتكاثر بتوازن بيئي
ملائم.
ولكن عندما تمنع الصهارة من الخروج بفعل بشري فإن ذلك يؤدي
بالخلل في داخلها وبالتالي ينعكس ذلك سباً على ظاهرها. إن انحباس الصهارة
أو "الماغما" في داخل الأرض والتي تتوالد بشكل طبيعي وتتكاثر، كما الإنسان
والنبات،يجب أن تطرح الفائض منها، وإن احتبس داخل الأرض قسراً فأنه يؤدي
الى تمدد هذه الصهارة بوتيرة تشكل خطراً كبيراً في تمددها العمودي على
القطبين جنوباً وشمالاً مما يعني تكسراً في الطبقات الداخلية للأرض وزلازل
وارتفاع حرارة القطبين مما يعني ذوبان الثلوج قبل موعدها وانحسار مساحتهما
وخطر ارتفاع نسب مياه المحيطات والبحار وبالتالي غور المياه واختفاء
العديد من الجزر وبالتالي تزايد الأعاصير في جنوب هذه القطبين وتفاقهما،
لإن ارتفاع "الماغما" عن معدلها الملائم واتجاهها نحو الشمال يزيد من
تنافر الجاذبية المغناطيسية للأرض مع الكواكب المحيطة بها وبالتالي نتحول
الى حالات الإعصار التي يشهدها جنوب المحيط الشمالي.
أما لماذا
شمالاً أو ليس وسطاً؟ سؤال وجيه آخر لأن نشاط الحقل المغناطيسي المضاد
يرتفع كلما زاد تجمع حزمته وبالتالي كلما ضاقت استدارة الأرض زاد تكتل هذا
الحجم والكثافة وبالتالي أحدث نشاطاً مغناطيسياً مضاداً وما يعني ذلك من
ردود فعل وأعاصير متوالية لا تنتهي ولا تخف إلا بميل الأرض وفق زمن معين
في دورانها السنوي حول الشمس.
ولإعادة كوكب الأرض لمعدله البيئي أو
الحراري السابق لابد من إعادة نشاط البراكين كما كانت قبل خمسينات القرن
الماضي ليعود للأرض توازنها الحراري الطبيعي.