لايمكن أعادة التفكير مرة ثانية حول أهمية
الماء للكائن الحي، خصوصاً الأنسان والذي يشكل حوالي ثلثي وزنه و90% من
دمه وحوالي 22% من عظامه ، ولايمكن للأنسان أن يعيش فترة طويلة( أقصى فترة
ممكنة خمسة ايام ) بدون ماء حيث تتوقف كل الفعاليات والأنشطة الحيوية في
داخل الجسم . إن الحد الأدنى لما يحتاجة الأنسان يومياً وبشكل عام حوالي
لترين وتزداد الكمية عند مزاولة الأنشطة المختلفة وبأرتفاع درجة حرارة
الجو أو حسب الظروف البيئية والمهنية .
الماء سريع التلوث وناقل سريع
أيضاً للعديد من الأمراض والسبب كونه مذيب طبيعي للكثير من المواد
والعناصر فألى جانب أذابته للفايتمينات والمعادن فبامكانه أن يحوي وينقل
البكتيريا الفيروسات والفطريات والطفيليات والأشنات والخمائر والمواد
المتفسخة أضافة الى المواد المشعة .
هناك مجموعتان من الماء وكما
معروف، الماء الجوفي والماء السطحي وكلاهما قابلان للتلوث ولايوجد ماء نقي
إلاً ذلك الذي تتم معالجته في خزانات ومعامل التنقية الصحية، لقد ثبت إن
الماء الذي أعتاد عليه الناس كمياه الأمطار مثلاً حينما يُخزن للأستعمالات
الشخصية المختلفة وللشرب، إنه متلوث بالعديد من الملوثات المنتشرة بالجو
كعوادم السيارات والمعامل وكالأتربة وما تحتويه من بكتيريا وغيرها ،وكذلك
مياه الينابيع فأنها تحتوي على العديد من المواد الصلبة المذابة . إن
الماء النقي يجب أن يكون نقياً من الناحيتين الكيمياوية (مواد وعناصر
كيمياوية) والحياتية ( بكتيريا وغيرها ) .
المدن والقرى والأرياف
والصحارى والجبال ، ولكل من هذه التشكيلات خصائصها ولكن في جميع الأحوال
يجب مراعاة وصول الماء الصالح للأستعمال البشري الى هذه المناطق وهي من
واجبات الدولة . المدن يصلها ماء الأسالة والذي يفترض فيه أن يكون ماء
صالح للأستعمال ، أما في القرى والأرياف فهم غالباً ما يستخدمون ماء
السواقي والترع والجداول ، أما المناطق الجبلية فتكثر فيها العيون ، وكل
هذه المياه تحمل نسب متفاوتة من التلوث الكيمياوي و/أو الحياتي
إن
مد شبكة الأنابيب الحديثة لنقل الماء الصافي أو الصالح للأستعمال الى
المواطنين هي أحد أهم واجبات أي حكومة تتبوأ سدة الحكم . أما الواقع
الحالي فيقول إن الماء الذي يصل الى المواطنين غير صالح ، وفيه العديد من
الملوثات فشبكة أنابيب نقل الماء قديمة وفيها الكثير من التكسرات مما أدى
الى أختلاط الماء المعالج بالكلور بالمياه الثقيلة ، إن تلوث هذا الماء
أدى الى تحويل العديد من المناطق الى بؤر وبائية لأخطر الأمراض منها
التيفوئيد ، إلتهاب الكبد الفيروسي والكوليرا والعديد من الأمراض المعوية
الحادة .
إن المواطن ساهم بشكل أو بأخر بالوصول الى هذه النتائج وهذا
الواقع الأليم فلدية عادات وسلوكيات غير صحية فعلى الجهات الصحية المختصة
أن تساهم بشكل جاد في أعلان ثورة تثقيفية توعوية تحد من مخاطر إنتشار
الأمراض الفتاكة والتي تنتقل بواسطة الماء .وتتحمل وزارة البيئة الوزر
الأعظم في الحد من مظاهر التلوث ، فليس اصدار التعليمات والأوامر
والقوانين بكافٍ لتحديد أو تقليل مخاطر التلوث والقادمة من المعامل
والمصانع والتي ترسل بنفاياتها الى النهرين والفروع المتصلة بهما ، وإنما
المتابعة العملية الدقيقة لتنفيذ والألتزام بتلك التعليمات والقوانين .
إ
ن
الشعب في حيرة كبيرة من أمره فهو بين مطرقة تلوث الماء وسندان الأحتياج
أليه فصور الحصار المائي متعددة الأوجه من الماء الخالي من الكلور ، الى
الثلج الملوث بشتى أصناف الملوثات مروراً بأنقطاعه لأيام فيضطر المواطن
العودة الى الأساليب القديمة في أستعمال مياه السواقي والجداول ، أما إذا
كان متمكن فيشتري الماء المعبأ ومع ذلك فالعديد من هذه الأنواع غير صحية .
ولأجل أكتمال الفائدة فلابأس ان نعرّج على طرق معالجة الماء :
1.الغلي : يمكن غلي الماء للتخلص من التلوثات الحياتية ولكن لا يساعد على التخلص من شوائب الرصاص والزئبق رغم ضآلة نسبتيهما .
2.التعقيم
بالكلور:ويمكن ضمان قتل البكتيريا بواسطته ، الكلور يزول بأرتفاع حرارة
الماء فيتبخر بعد أن يؤدي مفعوله شريطة أضافته من مصادر الضخ . ( هناك نوع
من الحبوب المعقمة وهي من مشتقات الكلور وتباع في الصيدليات يمكن أضافة
حبة واحدة لكل عشرين لتر من الماء ).
3.التقطير : وهذه طريقة واسعة الأستخدام حيث يسخّن الماء ومن ثم يترك ليبرد .
4.الترشيح : وذلك بأمرار الماء بفلاتر خاصة وهي أنواع ( فلاتر مؤكسدة، ميكانيكية ، محايدة وفلاتر الكاربون ) .
5.التناضح
: خاصية يحدث فيها تبادل بين السوائل مختلفة الكثافة ومفصولة عن بعضها
بغشاء خاص فيتجانس تركيبها ثم يمرر الماء بفلاتر خاصة