دار الشفاء


(أو المارستان أو البيمارستان): أُطلقت هذه اللفظة على المستشفيات في
العصور الإسلاميّة. ويعتقد أن أوّل بيمارستان أُقيم كان في سنة
(88هـ/707م).ولعلّ أقدم نموذج بقيت آثاره يعود إلى عهد المماليك، بمخطط
شبيه بطراز المدرسة ذات الصحن والإيوانات، تُلحق بها حمّامات للرجال وأخرى
للنساء، وقاعات متعددة الاستعمالات، ومصلّى ومرافق أخرى.
يتمّ التطبيب والمعالجة مجاناً لمرضى كل الطوائف بلا تفريق. ويتقاضى العاملون أجور أتعابهم من ميزانية تُوقف على المارستان.
وقد يلتحق بالكبير منها طلاّب يتدربون على أيدي أطباء متخصصين، يتلقّون
الدروس النظرية والعملية. وكان لكل مرضى جناح أو بناء مستقل، حتّى انّ
الأمراض العصبية كانت لها مارستاناتها المنفصلة. وبعد تطوّر مفهوم
المستشفى وشكلها.. فقدت لفظة (المارستان) مدلولها الأصلي واقتصر إطلاقها
على مَصحّ الأمراض العقلية.
كلّ الحواضر الإسلاميّة عرفت هذا النوع من الأبنية الطبية (دار الشفاء)..
من خوارزم إلى دمشق إلى مصر إلى تونس وغرناطة. حتّى انّ الأقاليم أيضاً
كانت لها بيمارستان، مثل (الريّ). وكان بيمارستانها بإدارة الرازي قبل
ذهابه إلى بغداد.
وقد عَرَفت اسطنبول وحدها ـ خلال خمسة قرون من التاريخ ـ قيام سبعين
بيمارستاناً. أمّا أول بيمارستان عثماني فقد أُقيم في (بُروسة) عام
726هـ/1326م، ولم تكن قد عرفت من قبلُ هذا النوع من المؤسسات.
ومن أقدم البيمارستانات وأجملها في دمشق: النوري (القرن السادس
الهجري/الثاني عشر الميلادي) والقيمري (القرن الثامن الهجري/الرابع عشر
الميلادي). وقد تميّزا بالصحن المركزي والأواوين الأربعة والبوّابة
العالية والقبّة. وكانت هذه كلّها مزخرفة بالمقرنصات.
ولعلّ أروع البيمارستانات التي أقيمت في مصر ـ وربّما في العالم الإسلاميّ ـ كان ذلك الذي بناه المنصور قَلاوون (683هـ/1284م).
(عن: موسوعة العمارة الإسلاميّة 346 ـ 347)

عاششت ايدك اختي معلومات بغاية الروعة