رئاسة أوباما سيكون اوباما أحد أصغر الرؤساء الأميركيين في التاريخ لقد ولد في الجزء الأخير من جيل ما سمي بطفرة المواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة ( 1946- 1964) كما سيكون اول رئيس يبلغ سن الرشد في ثمانينيات القرن العشرين، وهذا وحده يمكن أن يبشر بتغيير، وقد كان الجو الذي نشأ فيه مختلفا بشكل ملحوظ عن ستينيات القرن العشرين العاصفة اجتماعيا والتي شكلت مستقبل جيل الزيادة الفجائية في الولادات الأسبق، وكما قال اوباما ذات مرة عن الانتخابات الرئاسية للعامين 2000و 2004والتي كان فيها التنافس بين مرشحين من فوج يسبق بكثير ذلك الفوج من جيل ما بعد الحرب، كنت اشعر احيانا وكأنني كنت اشاهد الدراما النفسية لجيل طفرة الولادات - قصة متجذرة في أحقاد قديمة وخطط انتقام تم تدبيرها في حفنة من ساحات حرم الجامعات منذ فترة طويلة - انتهت على الساحة القومية.
يعكس شعارا اوباما "تغيير يمكننا أن نؤمن به" و"تغيير نريده"تشديد حملته على أخذ الولايات المتحدة نحو اتجاه جديد، وقد دعم أوباما جدولا زمنيا ثابتا لانسحاب القوات الاميركية المقاتلة من العراق، على الرغم من انه سيترك بعضها من أجل مهام التدريب ومكافحة الإرهاب، وتشمل مواقف سياسة خارجية اخرى زيادة القوات العسكرية الأميركية والمساعدة الإنمائية في افغانستان، واغلاق سجن خليج غوانتانامو للمعتقلين المتورطين بأعمال إرهابية، وتعزيز جهود منع إنتاج ونشر الأسلحة النووية. محليا، يريد اوباما استثمار 150بليون دولار امريكي على مدى 10سنوات لتحفيز تطوير تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وزيادة الاستثمار في التعليم والبنية التحتية لجعل اقتصاد الولايات المتحدة اكثر تنافسية عالميا، ولاستعادة الانضباط المالي لإنفاق الحكومة.
قدمت لاريسا ماكفاركهار من مجلة نيويوركر نظرية عن جاذبية اوباما الملحوظة عبر خطوط سياسية تقليدية، وعلقت قائلة: "إن سجل اوباما الانتخابي هو من أكثر السجلات ليبرالية في مجلس الشيوخ، ولكنه كان دائما جذابا للجمهوريين، ربما لأنه يتحدث عن أهداف ليبرالية بلغة محافظة".
وكتبت: "في رؤيته للتاريخ، وفي احترامه للتقاليد، وفي تشككه في أن العالم يمكن تغييره بأية طريقة الا ببطء شديد جدا، فان اوباما محافظ الى حد بعيد".
من أقواله "أصبحت ناشطا في الحركة المعارضة لنظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا، وبدأت متابعة المناظرات التي تناقش الفقر والرعاية الصحية في هذا البلد، وهكذا وجدتني لدى تخرجي من الجامعة وقد تملكتني فكرة مجنونة، هي العمل على المستوى الشعبي لتحقيق التغيير.
فكتبت رسائل الى كل مؤسسة في البلد خطرت على بالي، وفي احد الأيام، عرضت علي مجموعة صغيرة من الكنائس في منطقة الجزء الجنوبي من شيكاغو وظيفة تنظيم الأهالي في الأحياء التي كاد يقضي عليها اغلاق مصانع الصلب، وكانت والدتي وجداي يريدون ان اذهب الى كلية الحقوق، وكان اصدقائي يقدمون طلبات للعمل في وول ستريت، في ذلك الوقت، عرضت علي هذه المنظمة مرتبا هو 12الف دولار في السنة، بالاضافة الى الفي دولار بدل سيارة قديمة في آخر عمرها.
وافقت وقبلت العرض.
لم أكن أعرف اي شخص في شيكاغو ولم أكن ادرك حقا المقصود بالعمل كمنظم للأهالي، ولكنني كنت كثير التأثر بقصص حركة الحقوق المدنية ودعوة جون اف، كندي الاميركيين للخدمة، الا انه لم تكن هناك لدى وصولي الى منطقة الجزء الجنوبي في شيكاغو لامسيرات ولا خطب مثيرة، وكل ما كان هناك في ظل مصنع صلب خاو كان الكثير من الناس الذين يكافحون لتأمين لقمة العيش، ولم نحقق الكثير في البداية.
لا أزال اتذكر احد الاجتماعات التي نظمناها في اوائل عهدنا لمناقشة عنف العصابات مع مجموعة من الفعاليات المحلية انتظرنا وانتظرنا وصول الناس، وفي النهاية، دخلت مجموعة من الأشخاص الكبار في السن الى القاعة وجلسوا ثم رفعت سيدة عجوز ضئيلة الحجم يدها وسألت: "هل هذا هو المكان الذي ستجري فيه لعبة البينغو؟ لم يكن الأمر سهلا، ولكننا حققنا تقدما في نهاية المطاف، بدأنا نجمع أبناء المجتمع معا يوما بعد يوم، ومبنى بعد مبنى وقمنا بتسجيل ناخبين جدد، وانشأنا برامج لما بعد انتهاء الصفوف الدراسية في المدرسة، وحاربنا في سبيل وظائف جديدة، وساعدنا الناس على العيش حياة تتصف بقدر من الكرامة.
ولكنني بدأت أدرك كذلك انني لم اكن اساعد الناس الآخرين فحسب، فقد وجدت من خلال الخدمة مجتمعا احتضنني ومواطني كانت ذات مغزى، والاتجاه الذي كنت أبحث عنه ومن خلال الخدمة اكتشفت كيف تنسجم قصتي التي لا يرجح حدوثها مع قصة اميركا الأكبر".
أسرة أوباما يدرك اوباما وزوجته ميشيل، البالغة 44عاما، تماما مدى أهمية هذه الحملة التي فتحت طريقا لما تعنيه هذه المنافسة التاريخية للعديد من الاميركيين، اشارت السيدة اوباما في خطاب لها في الحملة الانتخابية مرارا الى طفلة عمرها 10سنوات قابلتها في صالون تجميل في ولاية ساوث كارولينا، قالت ان الطفلة قالت لها انه في حال انتخاب اوباما رئيسا فهذا "يعني انني استطيع ان اتصور اي شيء لنفسي".
صرحت السيدة اوباما لمجلة نيوزويك قائلة ان تلك الفتاة "كان يمكن ان تكون انا لأنه ليس من المفروض في الحقيقة ان أكون انا هنا، ان اقف هنا، فأنا شاذة احصائيا، فتاة سوداء نشأت في الحي الجنوبي من شيكاغو، هل
كان من المفترض أن أذهب إلى (جامعة) برينستون؟ كلا.. وقالوا إن كلية الحقوق في هارفرد كانت كثيرة علي ويصعب الوصول إليها. ولكني ذهبت، ونجحت، وما من شك في أنه من غير المفروض أن أكون واقفة هنا".
ولدت ميشيل أوباما في 17يناير 1964وكان اسمها قبل زواجها هو ميشيل روبنسون، وعاشت مع أسرتها في شقة من غرفة واحدة فقط في الجهة الفقيرة من جنوب مدينة شيكاغو. قالت لاحقاً إنها شاركت شقيقها "غرفة نوم" في الشقة، والحقيقة أنها لم تكن غرفة نوم، بل كانت غرفة معيشة الشقة التي قسماها إلى شقين بفاصل من البطانيات وشراشف الحمام.
وهكذا فإن ميشيل روبنسون ولدت وترعرعت في كنف عائلة من الطبقة العاملة في شيكاغو، بولاية إلينوي. عمل والدها في دائرة المياه البلدية وعاملاً في سلطة المطافي البلدية، وكان المشرف على دائرة انتخابية للحزب الديمقراطي، في حين كانت والدتها ربة بيت تلازم منزلها للعناية بها وبشقيقها الأكبر سناً كريغ. درست ميشيل بجد وجهد كبيرين في المدرسة الثانوية، وحصلت على منحة للدراسة في جامعة برنستون في العام 1985.وبعد حصولها على شهادة بكالوريوس في علم الاجتماع مع اختصاص فرعي بالدراسات الافريقية - الأميركية، انتسبت إلى كلية الحقوق في جامعة هارفرد وتخرجت بدرجة في القانون من جامعة هارفرد العريقة في العام 1988، أي قبل سنة من تخرج زوجها عنها. وهي لم تكن قد التقته في كلية حقوق هارفرد، بل تعرف عليها حين أراد أن يقوم بفترة تدريب في مكتب محاماة في صيف سنة ما قبل التخرج في أحد مكاتب المحاماة في شيكاغو وتصادف أن ميشيل كانت تعمل فيه، كما وتصادف أيضاً أنها هي التي اختيرت للإشراف عليه.
والتقى باراك أوباما بميشيل روبنسون في العام 1989عندما كانت زميلة في مكتب المحاماة سيدلي أند أوستن في شيكاغو بالينوي، وعهدت إليها مهمة توجيه أوباما الذي كان يقضي فترة تدريب خلال فصل الصيف في المؤسسة. طلب أوباما من روبنسون أن تحضر إحدى جلساته التنظيمية المجتمعية في شيكاغو، فقبلت وحضرت إحدى الاجتماعات، وكما قالت لمجلة نيوزويك، تكلم أوباما أمام المشاركين حول سد الفجوة القائمة بين "العالم كما هو كائن والعالم الذي يجب أن يكون".
استمرا في التواعد، وتزوجها في العام 1992م. للزوجين أوباما ولع شديد بالخدمة العامة وقد كرسا قسماً كبيراً من سنوات حياتهما العملية للنشاط في قطاع الخدمة العامة. شغلت السيدة أباما بعد تركها مكتب المحاماة، حيث كانت قد قابلت باراك، عدة مراكز في حكومة مدينة شيكاغو وكانت المديرة التنفيذية التأسيسية لمنظمة "بابليك الايز - شيكاغو" (حلفاء الشأن العام في شيكاغو) وهي منظمة تشجع الشبان على السعي للعمل في داوئر الخدمات العامة. ومؤخراً شغلت منصب نائب الرئيس للشؤون المجتمعية والخارجية في المركز الطبي التابع لجامعة شيكاغو.
قالت الدكتورة ميرا غوتن، مؤخرة وأستاذة علم الاتصالات في جامعة زايدر في نيوجرسي، في وصف ميشيل "إنها تبدو بالتأكيد كشخص يستطيع الاستفادة من المنبر الذي يوفره البيت الأبيض. . إنها لامعة، وبليغة، ولديها خبرة مهنية في مجال الإدارة".
توفي والد ميشيل في العام 1990، أي قبل سنتين من زواج أوباما منها.
قالت يوما في ما وعدها به باراك قبل الزواج: "لم يعدني باراك بالغنى والثروة والحياة المرفهة، ولكنه وعدني بحياة مثيرة، وفي هذه أود أن أقول إنها كانت كذلك وأكثر".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تحياتي