هل خالفت زينب (ع) كلام المعصومين؟








أعتذر
لمقام سيدتي زينب عن هذا العنوان إلا أنني لم أجد عنوانا آخرا يعبر عن
مجموعة من التهم التي يسوقها مدعو الحب لآل البيت عليهم السلام لمقام
الحوراء زينب عليها السلام.

زينب عليها السلام تلميذة مدينة
الإيمان فاطمة الزهراء عليها السلام وربيبة مدينة العلم علي بن أبي طالب ،
يقول عنها الإمام المعصوم علي السجاد عليه السلام : أنت بحمد الله عالمة
غير معلمة وفهمه غير مفهمة ،
مع الأخذ بالاعتبار أنه كلام إمام معصوم عن الزلل والخطأ ومنزه عن المجاملات التي تتعارض مع صدق الحديث ووضوح الهدف.

ومع الأخذ بمجريات التاريخ نجد أنها
عليها السلام تربت في بيت الإيمان الخالص لله وتعلمت أمور دينها من مصادره
الحقة فتدرجت مع المعصومين عليهم السلام ابتداءًا من جدها رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ومرورا بأمها الزهراء وأبيها علي ثم إلى مدرسة الحسن
المجتبى والحسين الشهيد عليهم السلام جميعا .
وفي إرهاصات واقعة كربلاء كان الحسين
عليه السلام يعدها الإعداد الجيد لكي تمثل القطب الأهم في معركة الحسم بين
الحق والباطل ولكي تكمل وحدها رسالة الوقوف بوجه الظلم وأن تنتصر للحق
مكملة مسيرة السيف ، فالبعد الإعلامي للأحداث يعطيها دائما توسعا
وانتشارا.

زينب عليها السلام وقفت كالجبل الأشم
في يوم عاشوراء ووقفت بعده مواقف يعجز عنها أجلد الناس فقد وقفت على جسد
أخيها الحسين بكل إيمان وقوة ورفعت طرفها إلى السماء قائلة :
اللهم تقبل منا هذا القربان فداءا لوجهك الكريم.
وفي مجلس ابن زياد ترد عليه بصلابة
وقوة : إنما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، وقالت له ، ما رأيت إلا جميلا
وأنه كتب عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم .
كما أن موقفها في مجلس الطاغية يزيد أكثر قوة وأعمق بعدا حبث أخذت تقاتله بكلمات الحق
وترميه بسهام الاتهام: أمن العدل يا
ابن الطلقاء،،وقالت أيضا فوالله ما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك ! ،
وقالت : وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم ينادي
المنادي الا لعنة الله على الظالمين ، وقالت له : ولئن جرت علي الدواهي
مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك.

الوصية التي أوصاها الحسين عليه السلام وهي محور هذا الموضوع هي:
يا اخية إني اقسم عليك ( فابري قسمي ) لا تشقي عليّ جيباً ، ولا تخمشي عليّ وجها ، ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور إن أنا هلكت.
لأننا وللأسف نجد من يرتقى منبر الحسين
عله السلام ويدعي بان الحوراء زينب شقت جيبها في مجلس يزيد بن معاوية
بعدما ضرب ثنايا الحسين بعصى كان يحملها.
ثم يذهب هؤلاء إلى محاولات يبرير هذه
الفكرة ويقولون بأن الثوب الذي شقته هو الثوب الهاشمي وهو يلبس فوق
الثياب. ولعمري أنه تبرير لا حاجة له لانتفاء الحادثة عقلا ومنطقا.

من هنا ننتهي إلى أن البعض يتهم زينب بمخالفة أمر المعصوم – ولو كان الاتهام ضمنيا – بسرد أحداث لم تقع
فإننا نبرأ إلى الله مما يتهمون به
السيدة الجليلة زينب بنت علي عليه السلام ونقف ضد هذه الأفكار التي توهن
من موقف زينب الصلب ومن رسالة الحسين عليه السلام.

التوقيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]