رغم أن القنبلة الذرية لم تستخدم عبر التاريخ سوى مرتين فقط، إحداهما في
هيروشيما والأخرى في ناجازاكي، إلا أن أثرها على تاريخ البشر كان هائلا..
وقد امتد هذا الأثر ليشمل، ليس الناحية السياسية فقط، بل الاقتصاد والحياة
الاجتماعية والحالة النفسية والحركات الدينية في العالم، بل والحركة
الفنية والأدبية أيضا
يمكننا أن نقول إن رعب القنبلة النووية كان هو المحرك الأعظم للقرن العشرين
********
السلاح النووي
السلاح
النووي هو سلاح يستمد قوّته التدميريّة من تفاعل نووي، سواء تفاعل انشطاري
أو اندماجي. ولا يوجد أي سلاح يستطيع أن ينتج قوة تدميريّة تماثل، أو حتى
تقارب، قوة الانفجار النووي؛ حيث يمكن لقنبلة نووية واحدة أن تمحو مدينة
كاملة من الوجود
لم يستخدم هذا السلاح سوى مرتين فقط : الأولى ألقتها
الولايات المتحدة على المدينة اليابانية هيروشيما في صباح 6 أغسطس 1945،
وكان للقنبلة اسم كودي هو "الولد الصغير".. القنبلة الثانية ألقتها
الولايات المتحدة أيضاً على مدينة ناجازاكي بعدها بثلاثة أيام وكانت تحمل
اسم "الرجل السمين".. أدّت القنبلتان إلى الموت الفوري لمئات الآلاف من
البشر، وإلى موت ضعف هذا الرقم في الفترة التالية. منذ ذلك التاريخ تم
تفجير أكثر من ألفي قنبلة نووية كتجارب علمية، لكن لم يتم استخدامها أبدا
في الحروب
********
من يمتـلك القنبلة النـووية؟
يسمّـون
بأعضاء النادي النووي.. وهم: الولايات المتحدة الأمريكية - روسيا -
بريطانيا - فرنسا - الصين - الهند - باكستان.. وتسعـى ايران وكوريا
الشمـالية حالياً لتطوير برنامجهما النووي لانتـاجها.. وأخيراً اسرائيل
التي اعترف رئيس وزرائها منذ شهرين بامتلاكها السلاح الذري.. ويتردد عن
امتلاكها لمايقرب من مائتي رأس نووي
وقد كان لدى مصر برنامج نووي في الفترة من 1954 حتى 1967، حين توقف بعد هزيمة 1967 وتوجهت موارد البلاد نحو تسليح الجيش المصري
********
أنواع السلاح النووي
هناك نوعان أساسيان من القنابل النووية وفقا لنوع التفاعل الذي يتم عند التفجير
النوع
الأول: هو القنبلة الانشطارية، مثل قنبلتيّ هيروشيما وناجازاكي، وهي تحتوي
على يورانيوم مخصّب، يبدأ تفاعلا متسلسلا ينتهي به إلى الانفجار مطلقا
كميات هائلة من الطاقة
النوع الثاني: -وهو النوع الأقوى- يحدث به تفاعل
اندماجي، مثل القنبلة الهيدروجينية والقنبلة الحرارية النووية والقنبلة
الاندماجيّة، وفي هذا النوع يُستخدم التريتيوم أو الديوتريوم أو الليثيوم
هناك
أنواع أخرى من الأسلحة النووية لكنها أقل شيوعا، مثل القنبلة النيوترونية
التي تنتج انفجارا صغيرا نسبيا يصحبه كمية كبيرة من الإشعاع
هناك أيضا "القنبلة المملحة"، وهي قنبلة نووية مغلفة بطبقة من الكوبالت أو الذهب، وهي تنتج كميات غير عادية من التلوث الإشعاعي
********
تأثير الانفجار النووي
يمكن تقسيم الطاقة المنبعثة من الانفجار إلى أربعة أنواع
الطاقة التفجيرية: وهي تساوي من 40 إلى 60 بالمائة من الطاقة الكلية للقنبلة
الإشعاع الحراري: وهو يساوي من 30 إلى 50 بالمائة من الطاقة
الإشعاع المتأيِّن: حوالي 5 بالمائة من الطاقة
الغبار الذري المتبقي: وهو يقدر من 5 إلى 10 بالمائة من طاقة القنبلة، وهو يمثل نوعا من الطاقة مؤجلة الإطلاق
وتختلف هذه النسب حسب تصميم القنبلة ونوعها
********
الانفجار
يبدأ
انفجار القنبلة بتكوين كرة نارية هائلة تتألف من سحابة من الغبار والغازات
الساخنة. وتحت تأثير الحرارة العالية جدا تبدأ الغازات في التمدد وتكوين
موجة انفجار يطلق عليه الموجة الصدمية. تتحرك هذه الموجة بسرعة مثل جدار
متحرك من الهواء المضغوط يكتسح كل ما أمامه
تُسبب موجة الانفجار معظم
الدمار الناتج من الانفجار. وبينما تتحرك الموجة إلى الأمام، تسبب ضغطًا
جويا زائدًا فوق المستوى العادي. ويمكن للضغط الزائد أن يسبب دمارًا
للمباني التي تقع في نطاق حوالي 10كم من نقطة الانفجار
كذلك تصحب موجة الانفجار رياح قوية، قد تبلغ سرعتها 640كم/ساعة
ستقتل موجة الانفجار والرياح كل البشر في حدود 5 كم من موقع الانفجار، وسيصاب كل من يقع في حدود 10 كم منه
نأتي
الآن للتأثير الثاني للقنبلة وهو الإشعاع الحراري، الذي يتكون من أشعة فوق
بنفسجية وتحت حمراء وصادر من الكرة النارية. يتم امتصاص الإشعاع فوق
البنفسجي بوساطة الذرات الموجودة في الهواء. ولكن الأشعة تحت الحمراء
تسبّب حروق الجلد وتلف العيون لكل من يقع في حدود 18 كيلومترا من موقع
الانفجار. كما تؤدّي إلى إشعال حرائق هائلة تأكل ما يتبقى في المنطقة
هناك
أيضا الإشعاع النووي الذي يؤدي التعرض له إلى عدد كبير من الأمراض حسب
كمية الإشعاع الذي امتصه الجسم، بدءا من إتلاف خلايا الجسم والإصابة
بالسرطان، وتشوه المواليد إذا حدثت طفرات في الخلايا التناسلية، وينتهي
بالتسمم المميت
وأخيرا هناك الغبار الذري، والذي يؤدي إلى أضرار كبيرة
بالكائنات الحية والتربة والمحاصيل، وينتشر مع الرياح والأمطار إلى مسافات
شاسعة
تقاس قوة الطاقة المنبعثة من القنبلة بمقارنتها بكمية مادة الـ
TNT
أو
(التراي نايترو طولوين) التي يمكنها توليد نفس كمية الطاقة. وتطلق القنبلة
الواحدة كمية من الطاقة تترواح بين عشرات الآلاف من الأطنان إلى عشرات
الملايين من الأطنان من المادة المذكورة!
ويمكن لقنبلة بقدرة عشرة
ملايين طن أن تدمر كامل المباني في مدينة حديثة، وإذا فجرت قنبلة في الجو
فإنها تؤدي إلى خلق مجال كهرومغناطيسي يؤدي إلى قطع كل الاتصالات وإتلاف
كل الأجهزة الإلكترونية في مساحة شاسعة