الإمامة رأي أم عقيدة؟

	العنوان:		منتديات بين النهرين :: الأرشيــــــــــف	شارك

الإمامة رأي أم عقيدة؟

	الموضوع

talibsanjari

ألمهنة : رجل دين مسلم
الجنسية : عراقي

الإمامة رأي أم عقيدة؟

الثلاثاء 30 يونيو 2009 - 23:58

الإمامة: رأي ام عقيدة
الامامة مقولة تتردّد كأنها مسلمة. ولا يناقش فيها أحد. بل ولا يتسنّى لأحد ردّها. وإذا ناقشها احدٌ، ردا او اجتهادا في فحواها وابعادها، فقد فتح عليه أبواب جهنّم.
واذا فتحت ابواب جهنم على المشتغل في قضية الامامة برأي يخالف الموروث الشيعي فإن أقلّ ما يوجه اليه التفسيق والتهميش بل حتى الإقصاء. وقد يفترى عليه، كما حصل معي شخصيا، لأنّ المتفكر في الامامة ولو برأي، هو، كما يتصورون، ضدّ الإمام عليّ، وضدّ ولايتة.
مقولة امامة او خلافة الامام عليّ بن أبي طالب عليه السلام مضى عليها ما يقرب من خمسة عشر قرنا من الزمن. لكنها ما زالت تشكل لب الصراع والانقسام الذي خطه متفننو الفتنة في الامة ليبقى فتيلا مشتعلا لا يستطيع الاسلام نفسه بكل ما فيه من سماحة ان يبطل خطر انفجاره.
هل هي قضية فقهية ام عقائدية
لا تعدو قضية الامامة أن تكون قضية فقهية أو عقائدية: فإن كانت ‹فقهية›، فلا يصحّ أن نلزم بها أحدا. فإمّا أن يجتهد الواحد منّا بها أو يقلّد أحدا من أهل العلم، فحالها حال أيّة مسألة من مسائل الأحكام الفقهية.
وإن كانت ‹عقائدية› فيدركها المسلم بعقله دون الرجوع الى غيره، إذ لا يصحّ التقليد بقضايا العقائد.
وقد يرتأي أحد أنّها ‹مسألة تأريخية› طواها الزمن، وبقيت في التراث الإسلامي موضوع دراسة، نتفاعل مع كلّ موقف إيجابي لإشخاصها ونتوقّف عند الموقف السلبي، ونحسن الظنّ .
فلم يكن عليا ولا عمرا بيننا حتّى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود، إنّما هما في غيابت التأريخ، وليس بين أيدينا سوى قصص وروايات. وفي الأعمّ الأغلب، تتصف هذه المرويات بالتشنج والتأزم مما يوحي للدارس، دون ادنى عناء، رجوح امكانية اختلاقها. بل ان سهولة توضيف هذه المرويات سياسيا. يكاد يقطع بثبات اختلاقها في المقام الاول

محمد ابو هدى

الجنسية : عراقي وافتخر

رد: الإمامة رأي أم عقيدة؟

السبت 4 يوليو 2009 - 21:05

بسم الله الرحمن الرحيم
وكما عودنا الاخ طالب السنجري على نشر تشكيكاته في المذهب الشيعي، وأرى من واجبي ان اجيب عليها، رغم انني لا ادعي علما، وانما ارد على قدر بضاعتي.
ان قضية الامامة تعتبر قضية فقهية لدى اخواننا السنة، حيث اعتبروها من الفروع، لأنهم حصروها في تسيير امور الامة، فإذا ارتضت نخبة الامة، حاكما، كان على الجميع ان يبايع له، ويصبح هو الامام، او حسب مصطلحهم الخليفة، لكن هذا الامر لم يتحقق حسب معتقدهم، فبيعة ابي بكر، لم يوافق عليها الانصار في البداية لكنهم غلبوا بحديث ان الائمة من قريش، فيما تغيب بني هاشم عن السقيفة لانشغالهم بما هو اهم الا وهو تجهيز النبي.
وفي هذا يقول الشاعر:
فإن كنت بالقربى ملكت امورهم
فغيرك اولى بالنبي واقرب
وان كنت بالشورى ملكت امورهم
فكيف هذا والمشيرون غيب

وبالنسبة لنا نحن الشيعة الاثني عشرية، فإن الامامة تعتبر من اصول المذهب فهي قضية عقائدية، وبغض النظر عن الادلة العقلية، فهناك الكثير من الادلة النقلية على امامة علي واولاده، ففي القران الكريم: اية الولاية: (انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) واجمع المفسرون على انها نزلت في علي عندما تصدق بالخاتم وهو راكع
واية المباهلة، واية التطهير، واية التبليغ
ومن الروايات التي اتفق عليها الفريقان، وليست فقط مختصة بالشيعة، حديث الثقلين: (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروني كيف تخلفوني فيهما)، وفي لفظ آخر: (ان تارك فيك ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا الى اخر الحديث)، وحديث (مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى).
فكلام الاخ السنجري لا يستقيم امام هذا الكم الهائل من الادلة، والنصوص الثابتة لدى فريقي المسلمين، وما رأيه الا فند، ولكن بما انه لا إكراه في الدين، فلا يصح لأحد، ان يفرض رأيه او دينه على احد، بل لا يستطيع ولا يمكنه لأن الدين والعقيدة هي من الافعال القلبية، وهذا واضح انه لا يمكن لاحد ان يفرض امرا من هذا النوع.
هذا شيء، لكن ايضا التشكيك في عقائد الاخرين، وبث السموم فيها، ايضا هو امر غير صحيح، ومن حق اصحاب تلك العقائد ان يدافعوا عن عقائدهم، وكل حسب طبيعته، فمنهم من تأخذه الحمية وهو فيما بينه وبين الله انه صحيح العقيدة، لكنه لا يملك من الاثباتات العقلية والنقلية، ويثور امام هؤلاء المشككين، وهؤلاء يشكلون الاغلبية، وهنا يكون من فتح هذا الباب، هو الذي جلب هذا الجحيم لنفسه، فلا يلومن الا نفسه.
والسلام على من اتبع الهدى وتجنب الردى

عمار القزاز