[القيادة الواثقة
لمحة قي سيرة الإمام الخميني
روّج العلمانيون ، والحاقدون على الإسلام ، والخائفون منه ، والمرتجفون من أبناءه ، أنّ الإسلام دين مكانه القلوب والمساجد لا غير ، فهو لا يملك مقوّمات قيادة الحياة سياسيا وإجتماعيا وأمنيا.
وصدّق هؤلاء جميعا ترهلات المؤسسة الدينية ، وفشلها حتّى في قيادة نفسها ، ولواذها بالخزعبلات من الإمور، وعدم مواكبتها نهضة الشعوب ، وتقدّم الحياة.
ووقفت ثلّة مجاهدة قليلة مع الإسلام في معاركه مع الإلحاد والعبثية في شتّى دولنا الإسلامية التي مدّ الفكر المغاير للإسلام أجنحته على مساحات فيها كبيرة.
ويجيء دور الإمام الخميني مكمّلا لأدوار الذين سبقوه من الروّاد ، وحقّق لهم الأحلام التي كانوا يحلمون فيها ، وهي إنتصار الإسلام ، ووقوفه على رجليه لقيادة الواقع ، من مثل الإمام الشهيد حسن البنّا والإمام الشهيد محمّد باقر الصدر.
وبدأ الإمام الخميني يدعوا شعبه في إيران أن يثأر لكرامته التي أهدرها شاه إيران ، حيث أصبح شرطي المنطقة ، والحارس على مصالح الغرب فيها ، وفي بلد يدين للإسلام بالولاء ، ولقيمه الشرقية التي تأبى عليه ذيليته لغيره.
ووقف الشعب الإيرانيمع قائده الملهم ، شجّعهم في ذلك إخلاص الخميني لشعبه ، وإستهتار الشاه بمقدرات هذا الشعب.
ووقفت أغلب القوى الوطنية المعارضة لنظام الشاه مع الخميني ممّا قويت شوكته وإمتدّ تاثيره ، وهو يتدرّع بالتوكّل على الله سبحانه وعلى همّة القوى العاملة معه .
وقاد الخميني ثورته من خارج بلده ، ونزل بطائرته واثقا بنصر الله له ، ووقوف شعبه بجنبه .
ولمّا إلتحقت قوى الجيش مع الخميني معلنين له الولاء كان الإنتصار المتوقع ، وتحوّل الخميني والذين معه من رجال ثورة الى رجال دولة .
وإختار الشعب الإيراني الإسلام نظاما للحكم ، عبر إنتخابات حرّة ، شهد بنزاهتها القاصي والداني.
ودخل الإسلام في حياة الإيرانيين على مختلف مشاربهم وأديانهم ومذاهبهم نظاما حرّا كفوءا في قيادة الحياة.

طالب السنجري

ابو هداوي