- talibsanjari كتب:
- المرجعية الفكرية
لمحة في سيرة الإمام محمّد باقر الصدر
لم يشهد العراق وبعد ثورة العشرين تحديدا ثورة فكرية كما شهدتها من قبل مصر على يد رجالاتها من أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمّد عبده ورضا والمراغي وغيرهم .
وأعتقد أنّ أعداء العراق يسعون جاهدين لبقاء الأوضاع على ماهي عليه ، إذ ليس من مصلحتهم أن تعي الناس دينها ، وتتحرك ببصيرة لتفعيل قضاياه في قيادتها.
فلقد أماتوا جذوة الثورة المباركة في نفوس مؤسسيها من خلال تقطيع أوصالهم ، وتصفية المعاند منهم ، وتهميش دورهم ، وتحديد مسؤولياتهم ، وإبقاء الكثير في دائرة الإهتمام لحلّ مسائل الوضوء والصلاة والحيض والنفاس.
وبقي ولاء العراقيين لعلمائهم ولاءا عاطفيا ، وبالتدريج فقد عملت أجهزة المخابرات على تذويب هذه العاطفة بإشاعة الدعايات المغرضة التي سقط من وراءها جهابذة كبار .
وبقيت الحوزة العلمية في النجف الأشرف وغيرها من حواضر العلم الديني في العراق طيلة ثلاثة عقود تراوح في مكانها لا تحرّك ساكنا ، ممّا أفقد الكثير من أبناء الأمّة الأمل ، فيما بقي الجمّ الغفير من مثقفيها يتشوّف الى الطرح الجديد الذي ينطلق به لقراءة الحياة والتعامل مع الأشياء بوعي.
وساهم هذا الجمود بل التحجّر الى بروز الفكر الماركسي وقد إستقبله الناس مرحبين بمفرداته وأدواته وطرحه.
وإستيقظ أقطاب الحوزة وقد ضربت الشيوعية أطنابها في داخل بيوتهم ، وبدأ التحلل من قيم الدين يشكّل ظاهرة ملموسة ، وأخذ الكفر يأخذ مأخذه كثقافة وتحرّر وتقدمية.
وتسارعت الخطى للوقوف بوجه الزاحف الجديد ، فكان الثالوث المبارك: الإمام الخالصي ، والإمام محسن الحكيم ، والإمام محمّد باقر الصدر.
وبدأت ملامح المرجعية الفكرية تظهر فكان الصدر رائدها ، وقد عزّز خطاها التنظيم الذي أسّسه محمّد باقر الصدر(حزب الدعوة الإسلامية) ، والموحدون الحريصون على دينهم ومستقبل بلدهم.
فبرزت للشارع العراقي هذه الثلّة الماجدة الواعية وقد إنتصرت لدينها بالوعي والثبات والإصرار.
وأخذت هذه المجموعة التي غرس بذرتها الإمام الشهيد محمّد باقر الصدر ، وحرص على تكاملها من خلال ما قدّمه من فكر خلاّق ، وقيادة واثقة.
طالب السنجري
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
(بارك الله بيك شيخنه بس وضع المواقع الشخصيه او ما شابه ذلك ممنوع)
تقبل مروري