تاركوا الصلاة أوصافهم و جزاؤهم



قال النبي الكريم(صلى الله عليه وآله): «يقول الكلب في عوائه: الحمدلله
الذي خلقني كلباً ولم يجعلني خنزيراً، و يقول الخنزير: الحمدلله الذي
خلقني خنزيراً و لم يجعلني كافراً، و يقول الكافر: الحمدلله الذي لم
يجعلنى منافقاً، و يقول المنافق: الحمدلله الذي جعلني منافقاً و لم يجعلني
تاركاً للصلاة». إنّ الله تعالى يقول: «أقيموا الصلاة و لا تكونوا من
المشركين» (14).


ب) يعرف المسلم من الكافر بالصلاة:

قال: «ما بين المسلم و بين أن يكفر إلاّ أن يترك الصلاة الفريضة متعمداً أو يتهاون بها فلا يصليها» (15).

و قال في مكان آخر: «من ترك الصلاة متعمداً فقد برئ من ذمة الله و ذمة رسوله» (16)

و قال كذلك: «لاايمان لمن لا صلاة له».



ج) تارك الصلاة أسوأ أم اليهودى؟

«من ترك الصلاة لايرجو ثوابها و لا يخاف عقابها فلا أبالي أيموت يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً؟» (17)



د) لماذا يقال لتارك الصلاة كافر؟

عن مسعدة بن صدقة قال: سئل ابوعبدالله الصادق(عليه السلام) مابال الزاني
لا تسميه كافراً و تارك الصلاة قد تسميه كافراً، و ما الحجة في ذلك؟ قال:
لأنّ الزاني ما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة، و لأنها تغلبه، و تارك
الصلاة لا يتركها إلاّ استخفافاً بها، و ذلك لأنّك لاتجد الزاني يأتي
المرأة إلاّ و هو مستلذ لإتيانه إياها قاصداً إليها، و كل من ترك الصلاة
قاصداً إليها فليس يكون قصده لتركها للذة، فاذا انتفت اللذة وقع الاستخفاف،
و اذا وقع الاستخفاف وقع الكفر» (18).



هـ)ترك الصلاة يهدم الدين:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الصلاة عماد الدين من صلاها فقد أقام الدين و من تركها فقد هدم الدين» (19).

و قال أيضاً: «لكل شيء آفة و آفة الدين ترك الصلاة»



و) تارك اصلاة ليس كافراً فقط بل له اسم آخر:

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إذا ترك أحدكم صلاة الصبح ناداه مناد
من السماء (يا غادر)، و اذا ترك صلاة العصر ناداه مناد من السماء

(يا فاجر)، و اذا ترك صلاة المغرب ناداه مناد من السماء (يا كافر)، و اذا ترك صلاة العشاء نودي من السماء لاتؤجر على عمل».



ز) ترك الصلاة أسوأ من هذه الجرائم:

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «من أحرق سبعين مصحفاً وقتل سبعين
ملكاً مقرباً وزنى بسبعين بكراً كان أقرب الى النجاة ممّن ترك الصلاة
متعمداً».
جزاء تارك الصلاة من موته الى وروده جهنم:
بالاضافة الى أنّ تارك الصلاة ليس له في الدنيا نور الصالحين و لا يستفيد
من عمره و يبوء بغضب الرب باستمرار و يجب على المسلمين عدم معاشرته، يعذب
أثناء الموت أيضاً عذاباً شديداً:



الف) جزاء تارك الصلاة فى عالم البرزخ:

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «رأيت ليلة المعراج طائفةً من الناس
تُضرب رؤوسهم بالحجر فتتهشم ثم تعود الى حالتها الأولى، ثم تضرب مرةً أخرى
و هكذا، فقلت: يا جبرائيل من هذه الطائفة؟ قال: هؤلاء المقصرون في أداء
الصلاة الواجبة و المتهاونون فيها، حيث كانوا ينامون وقت صلاة العشاء و
يغفلون عن أدائها فيعذبون بهذه الطريقة».

قديماً توفيت امرأة فذهبوا لدفنها فرأوا ثعباناً جاثماً على صدرها و قد
وضع رأسه في فمها و أمسك بلسانها فكان يعذبها عذاباً شديداً، و لما أرادوا
قتله أنطقه الله تعالى بقدرته فقال: أقسم بالله الذي روحي بيده لقد خلقني
لأعذب هذه المرأة في القبر و في جهنم، قال الناس: ما فعلت؟ قال: كل هذا
العذاب لأجل الترك العمدي لصلاة العشاء.



ب) جزاء تارك الصلاة يوم القيامة:

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «اذا كان يوم القيامة يخرج من جهنم
جنس من عقرب، رأسه في السماء السابعة، و ذنبه الى تحت الثرى، و فمه من
المشرق الى المغرب، فيقول: أين من حارب الله و رسوله؟

ثم يهبط جبرائيل(عليه السلام) فيقول: يا عقرب من تريد؟ يقول العقرب: أريد
خمسة نفر: تارك الصلاة، و مانع الزكاة، و آكل الربا، و شارب الخمر، و
قوماً يحدثون في المسجد حديث الدنيا» (20).

يقول الكاتب: لا يستبعد وجود هذا الحيوان الكبير، لأنّ الخالق الذي أوجد
نوعاً من جنس هذا الحيوان بشكل صغير في الدنيا له القدرة على خلق نوع كبير
منه في الآخرة.



ج) يدخل تارك الصلاة الويل في جهنم:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أنّ أمتي على أربعة أصناف: صنف
يصلون لكنّهم يغفلون في صلاتهم فيكون مكانهم في الويل، و هو واد في جهنم
كما قال الله تعالى «ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون») (21).

ثمانية عشر عقوبة للمستهين بالصلاة:

قال ابن مسعود: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «من تهاون في
صلاته من الرجال و النساء عاقبه الله بثمانية عشر عقوبة: ست منها في
الدنيا، و ثلاث أثناء الموت، و ثلاث في القبر، و ثلاث في المحشر، و ثلاث
على الصراط».



أما التي لدى الموت:

«ذهاب البركة من زرقه، و ذهاب البركة من حياته، و ذهاب النور من وجهه، و
لا حظّ له في الاسلام، و لا يشركه الله في دعاء الصالحين، و لا يستجاب
دعاؤه».



و أما التي لدى الموت:

«فالأولى: يموت ذليلا، فما أثقل ذلك عليه كأنّه حمل جبل، أو كأنّه يضرب
بالسوط و يعجز عن رده، و الثانية: يموت عطشاناً و لو شرب ماء الدنيا لم
يرو، و الثالثة: يموت جائعاً و لو أكل طعام الدنيا لم يشبع» .



و أما التي في القبر:

«فالأولى: الغم الشديد و يظلم عليه قبره، و الثانية: يضييق عليه القبر و
يكون معذباً الى يوم القيامة، و الثالثة: لا تبشره الملائكة بالرحمة».



و أما التي في المحشر:

«فانّه يقوم على صورة الحمار، و يعطى كتابه بشماله، و يحاسبه الله حساباً طويلا».



و أما التي على الصراط:

«لا ينظر الله إليه، و لا يزكيه، و لا يقبل منه صرفاً و لا عدلا و يحاسبه
الله على الصراط ألف عام، ثم يأمر به الى النار مع الداخلين في قوله
تعالى: «ما سلككم في سقر قالوا لم نكُ من المصلين» (22).



أما الصنف الثاني فمكانهم في غىّ:

يتابع الرسول(صلى الله عليه وآله) حديثه فيقول: و صنف أحياناً يصلون و لا
يصلون أحياناً أخرى، فهؤلاء جزاؤهم دخول «الغىّ» و هو اسم لمحطة من محطات
جهنم، حيث قال الله تعالى: «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا
الشهوات فسوف يلقون غياً» (23) و اضاعة الصلاة نقص في الطهارة أو الركوع
أو السجود أو واجب من واجباتها.



و أما الصنف الثالث فهم محل الشاهد:

«وصنف لا يصلون أبداً فكان لهم سقر، و هو واد في جهنم، يقول الله تعالى: «ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين»» .



و أما المصلون الحقيقيون:

و صنف يصلون دائماً بخشوع و خضوع، و يقول الله تعالى: «الذين هم في صلاتهم خاشعون».


هكذا يلقى تارك الصلاة في جهنم:

قال رسول الله(صلى الله
عليه وآله): «يغضب الله يوم القيامة على عشر من أمتي و يأمر بإلقائهم في
النار، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: 1ـ الشيخ الزاني 2ـ الامام الضال،
3ـ الشارب للخمر، 4ـ عاق الوالدين، 5ـ رامي المحصنة، 6ـ الساعي
بالنميمة،7ـ شاهد الزور، 8ـ مانع الزكاة، 9ـ تارك الصلاة; إعلموا أنّ عذاب
تارك الصلاة يضاعف يوم القيامة، إنّه يأتي و يداه مغلولتان الى عنقه، و
يضرب الملائكة وجهه و جبهته بسياط من نار، و تقول له الجنة «لست منّي و لا
أنت من أهلي»، و تقول له النار: إقرب مني لأعذبنّك عذاباً شديداً، ثم
تصرخ به جهنم فيدخلها مسرعاً، ثم يسقط فيها على رأسه ليصل الى الدرك
الأسفل جنب قارون» ثم قال: «من ترك الصلاة عمداً بقي في النار ثمانين
حقباً» (كل حقب يساوي ثلاثمائة و ثمانين يوماً، و كل يوم يعدل الدنيا من
أولها الى آخرها أو 6400 سنةً).


عذاب و عقاب تارك الصلاة فى جهنم:

قال رسول الله(صلى الله
عليه وآله): إنّ في جهنم وادياً يستغيث أهل النار من حرارته سبعين ألف مرة
في كل يوم، و في هذا الوادي بيت من النار، و في البيت تابوت من النار، و
في التابوت ثعبان له ألف رأس، و في كل رأس ألف فم، و في كل فم ألف ناب، و
كل ناب طوله ألف ذراع. قال أنس: قلت لرسول الله لمن هذا العذاب؟ قال:
لشارب الخمر و تارك الصلاة.



عقاب من عاشر تارك الصلاة:

كما قرأتم إنّ الكلب و
الخنزير و الكافر أفضل من تارك الصلاة، لأنّه لا مسؤولية و لا عقاب في
النظر الى وجه الكلب و الخنزير و الكافر، و في إعانة هذه الحيوانات ثواب،
لكن هناك عقاب لإعانة و معاشرة تارك الصلاة:

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «من تبسم في وجه تارك الصلاة فكأنّما
هدم البيت المعمور سبع مرات و كأنّما قتل ألف ملك من الملائكة المقربين و
الأنبياء المرسلين» ثم قال: «لا تسلموا على تارك الصلاة و لا تجيبوا
سلامه، و لا تسمحوا له، و اذا مرض لا تعودوه». هناك عقاب في الأكل مع تارك
الصلاة:

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) أيضاً: «من أكل مع من لا يصلي كأنّما
قتل سبعين نبياً و كأنّما زنى بسبعين محصنة من بناته و أمّهاته و عماته و
خالاته في البيت الحرام».



لا تجب إعانة تارك الصلاة:

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «من أعان تارك الصلاة مثقال ملح فكأنّما زنى بأمه ألف مرة».



لا يجب إعطاء المائ و الخبز لتارك الصلاة:

قا النبي الكريم(صلى الله عليه وآله): «من أعان تارك الصلاة بشربة ماء
فكأنّما حارب و جادل معي» و قال: «من أعان تارك الصلاة بلقمة أو بكسوة
فكأنّما قتل سبعين نبياً».

و ذلك برغم أنّ في إعطاء الماء ثواباً جزيلا، كل تلك إلاّ لأجل إفهامه بخطئه و لكي يعود الى الله و لا يوجب على نفسه دخول جهنم.


جنازة تارك الصلاة ذليلة:

روى الصدوق في جامع الأخبار: قال النبي(صلى الله عليه وآله): «من ترك
الصلاة ثلاثة أيام فاذا مات لا يغسل و لا يكفن و لايدفن بين قبور
المسلمين».



عُذّب أهل الشاطئ بسبب ضرس تارك الصلاة:

لمامرّ موسى بن عمران(عليه
السلام) على شاطئ النيل رأى أسماك الشاطئ في حالة من العذاب فسأل عن
السبب، قالت الأسماك بلغته: في الزمن الماضي ابتلي شخص تارك للصلاة (كان
في السفينة) بوجع الاسنان، فقلع ذلك السن ورماه في الشاطئ، و منذ أن
ابتلعته أحدى الأسماك كنّا جميعاً في العذاب مشتركين.



يحدث الفساد من الماء الذي يغتسل به تارك الصلاة:

مرّ النبي عيسى(عليه
السلام) بقرية ذات أشجار و أنهار و فيرة، فأكرم أهل تلك القرية النبي(عليه
السلام) و استضافوه ضيافةً حسنةً، فتعجب من حسن سلوكهم و طاعتهم و
إحسانهم و خرج عن تلك القرية، و بعد ثلاث سنين مرّ صدفةً على تلك القرية
أيضاً، فرأى جميع أشجارها قد يبست، و عيونها قد جفّت و بيوتها قد تِهدمت،
فأوحي إليه من قبل الله تعالى أنّ سبب خراب هذه القرية هو أنّ تاركاً
للصلاة دخلها و اغتسل بماء أحد عيونها فتشاء مت منه و أصبحت خربةً. يا
عيسى، كما يؤدي ترك الصلاة الى تهديم الدين فانّه يستلزم خراب الدنيا
أيضاً.


عظم تارك الصلاة يؤدي الى عذاب مدينة:

شكا رجل الفقر الى رسول
الله(صلى الله عليه وآله)، فقال له النبي(صلى الله عليه وآله) ألا تصلي؟
قال: يا رسول الله أنا أصلي الفرائض الخمس معك، قال النبي(صلى الله عليه
وآله): لعلك لا تصوم؟ قال: أصوم الأشهر الثلاثة رجب و شعبان و رمضان، قال
النبي(صلى الله عليه وآله): لعلك تفعل مانهى الله عنه و تنهى عما أمر به؟
قال: حاشا لله أن أفعل ما يخالفه و يخالفك، فتغير النبي و أخذ يفكر
متحيراً، فنزل جبرائيل الأمين حاملا رسالةً من رب العالمين و قال: يا رسول
الله(صلى الله عليه وآله) العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول: علة حاجة هذا
الرجل أنّ هناك بستان بجواره و فيه عصفور قد بنى عشاً فوق غصن أحد
الأشجار، و يحوي هذا العش عظماً لتارك الصلاة، فلذلك ابتلي بالفقر و
الفاقة. فأوصل النبي(صلى الله عليه وآله) الرسالة الألهية الى الرجل، فذهب و
أخرج ذلك العظم من عش العصفور المذكور و رماه بعيداً عن منزله، فأصابه
سعة في العيش و المال.

من أضاع الصلاة فهو مشبه لتارك الصلاة (24).

الهوامش:


14. سورة الروم، الآية 31.

15. بحر الانوار، ج 82، ص 216، الرواية 32، الباب 1.

16. الكافي، ج 2، ص 287، الرواية 24.

17. بحار الانوار، ج 82، ص 202، الرواية 2.

18. بحار الانوار، ج 69، ص 66.

19. نفس المصدر، ج 82، ص 202.

20. بحار الانوار، ج 79 الرواية 63.

21. نفس المصدر، ص202، الرواية 1.

22. بحار الانوار، ج 83، ص 21، الرواية 39، باب 6.

23. سورة مريم، الآية 59.

24. اقتبس ما ذكر من بحث تاركي الصلاة الى الأخير من كتاب «جزاء الأعمال»، ج 2، ص 8 ـ 18.



الموضوع منقول من منتدى الزهراء الشهيدة